ادعية وزيارات

شارك الاستفتاء

زيارة أئمة البقيع وهم: الإمام الحسن المجتبى والإمام زين العابدين علي بن الحسين والإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق صلوات وسلامه عليهم أجمعين، وقبورهم في وسط البقيع في بقعة واحدة.

          إذا أردت زيارتهم تفعل مثل ما ذكرناه في آداب الزيارة من الغسل ولبس الثياب الطاهرة النظيفة وقصر الخطى ويأتي على سكينة ووقار والاستئذان للدخول ثم لما تقف عند عتبة تلك القبور الطاهرة تقول:

          (يَا مَوالِيِّ يَا أبنَاءَ رَسُولِ اللهِ عَبدُكُم وَابنُ أمَتِكُمْ الذَلِيلُ بَينَ أيدِيكُمْ، وَالمُضعِفُ في عُلُوِّ قَدْرِكُم، وَالمُعتَرِفُ بِحقِّكُمْ، جَاءَكُم مُستَجِيراً بِكم، قَاصِداً إلى حَرمِكُم مُتَقرِّباً إلى مَقَامِكم، مُتَوسِّلاً إلى اللهِ بِكُم، أأدخلُ يَا مَواليِّ؟ أأدخلُ يَا أولياءَ اللهِ؟ أأدخلُ يا ملائكةَ اللهِ المُحْدِقِينَ بِهذا الحَرمِ المُقيمينَ بِهذا المَشهَدِ؟).

          وتدخل بعد الخشوع والخضوع ورقة القلب وتقدِّم رجلك اليمنى وتقول:

          (اللهُ أكبرُ كَبيراً، وَالحمدُ للهِ كَثيراً، وَسُبْحانَ اللهِ بُكرةً وَأصيلاً، وَالحمدُ للهِ الفَردِ الصَمَدِ، المَاجِدِ الأحَدِ المُتَفَضِّلِ المَنَّانِ المُتَطَوِّلِ الحَنّانِ الذِي مَنْ بِطَولِهِ وَسَهَّلَ زِيارةَ سَادتِي بِإحسَانِهِ، وَلَمْ يَجعَلْنِي عَن زِيارَتِهم مَمنُوعاً بَلْ تَطوَّلَ وَمَنَحَ).

          ثم اقترب من قبورهم المقدسة واستقبلها واستدبر القبلة واقرأ الزيارة.

          ونحن نذكر هنا زيارتين: الأولى مفصّلة والثانية مختصرة، نقل الأولى في الكافي والفقيه والتهذيب وننقل هنا من الفقيه. والزيارة الثانية نقلها الشيخ الكفعمي في المصباح.

 

الزيارة الأولى:

          (السَلامُ عليكُم يا أئمةَ الهُدى، السَلامُ علَيكُم يا أهلَ التَقوى، السَلامُ عليكُم يَا حُجَجَ اللهِ على أهلِ الدُنيا، السَلامُ عليكُم أيُّها القوَّامونَ في البريَّةِ بالقِسطِ، السَلامُ علَيكُم يا أهلَ الصَفوَّةِ، السَلامُ علَيكُم يا أهلَ النَجوَى. أشهَدُ أنكُم قد بَلَّغتُم ونَصَحتُم وًَصبَرتُم في ذاتِ اللهِ عَزَّ وَجلَّ وَكُذِّبتُمْ، وَأُسِيئَ إلَيكُم فَغَفَرتُم، وَأشهَدُ أنَّكُمُ الأئمةُ الرَاشِدونَ، وَأنَّ طَاعَتَكُم مَفروضَةٌ، وَأنَّ قَولَكُم الصِدقُ، وَأنَّكُم دَعَوتُم فَلَم تُجَابُوا، وَأمَرتُم فَلَم تُطاعُوا، وَأنَّكُم دَعائمُ الدِينِ، وَأركانُ الأرضِ، لَم تَزَالُوا بِعَينِ اللهِ، يَنسَخُكُم في أصلابِ المُطَهَّرينَ، وَينقُلُكم في أرحَامِ المُطهَّراتِ، لم تُدَنِسكُمُ الجَاهِليةُ الجَهلاءُ وَلم تَشْرَكْ فِيكم فِتنُ الأهوَاءِ، طِبتُم وَطابَت مَنبَتَكم، أنتمُ الذينَ مَنَّ بِكم عَلَينا دَيَّانُ الدِين فجَعَلَكم في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ تُرفعَ وَيُذكرَ فِيها اسمُهُ، وَجعلَ صَلوَاتِنا عَليكُم رَحمةً لَنّا وَكفَارةً لِذُنُوبِنا إذا اختارَكم لَنَا، وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَينا مِن وِلايَتِكُم، وَكُنَّا عِندَهُ بِفَضلِكُم مُعتَرِفِينَ، وَبِتَصدِيقِنا إيَّاكُم مُقرِّينَ، وَهذا مَقامُ مَنْ أسرَفَ وَأخطأ وَاستَكَانَ وَأقرَّ بِما جَنَى، وَرَجَا بِمَقَامِهِ الخَلاصَ، وَأنْ يَستَنقِذَهُ بِكم مُستَنقِذُ الهَلكَى مِنَ النَار فَكُونُوا لِي شُفَعَاءَ، فَقَد وَفدْتُ إلَيكُم إذْ رَغِبَ عَنكُم أهلُ الدُنيا، وَاتخَذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً، وَاستَكبَرُوا عَنها، يَا مَنْ هُوَ قَائمٌ لا يَسهُو وَدائمٌ لا يَلهُو وَمحيطٌ بِكلِّ شيءٍ، لكَ المَنُّ بِما وَفَّقتَنِي وَعرَّفتَنِي بِما ائتَمَنتَنِي عَليهِ إذْ صَدَّ عَنهُ عِبادُكَ، وَجِهلُوا مَعرِفَتَهم، وَاستَخفُّوا بِحَقِّهم، وَمَالُوا إلى سِواهُم، فَكَانتِ المِنَّةُ مِنكَ عَليَّ مَعَ أقوامٍ خَصَصتَهُم بِما خَصَصتَنِي بِهِ فَلكَ الحَمدُ إذْ كُنتُ عِندكَ في مَقامِي مَكتوباً، فَلا تَحرِمْنِي ما رَجوتُ، وَلا تُخَيِّبنِي فِيمَا دَعَوتُ).

          ثم ادعُ لنفسك بما تريد ثم صلّ صلاة الزيارة ثمان ركعات لكل إمام ركعتين. وإذا لم يتمكن الزائر من الإتيان بها في البقيع لا بأس بالإتيان بها بعد الخروج من البقيع في مكان آخر بقصد الرجاء.

 

الزيارة الثانية لأئمة البقيع (عليهم السلام):

          (السَلامُ عَليكُمْ يَا خُزَّانَ عِلمِ اللهِ، وَحَفظَةَ سِرِّهِ، وَتَرَاجِمَةَ وَحيِهِ، أَتَيتُكُم يَا بَنِي رَسُولِ اللهِ عَارفاً بِحقِّكُم، مُستَبصِراً بِشأنِكُم، مُعَادِياً لأعدَائِكُم، مُوالِياً لأولِيائِكُم، بِأبِي أنتُم وَأمِّي، صَلَّى اللهُ عَلى أروَاحِكُم، وَأبدَانِكُم. اللهُمّ إنِّي أتَوَلَّى آخِرَهُم كَمَا تَوَلَّيتُ أوَّلَهُم، وَأبرَأُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُم آمنتُ بِاللهِ وَكَفرتُ بِالجِبتِ وَالطَاغُوتِ وَاللاتِ وَالعُزَّى، وَكُلِّ نِدٍّ يُدعَي مِن دُونِ اللهِ).

 

زيارة أئمة البقيع سلام الله عليهم عند الوداع:

          (السََلامُ عَليكُم أئمةَ الهُدَى وَرَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، أستَودِعُكمْ اللهَ وأقرَأُ عَلَيكُمُ السَلامَ، آمَنّا باللهِ وبالرَسولِ وبِما جِئتُمْ بِهِ وَدَلَلتُم عليهِ، اللهمَّ فَاكتُبنَا مَعَ الشَاهِدينَ ولا تَجعَلهُ آخرَ العَهدِ مِنِّي لِزيَارَتِهِم، وَالسَلامُ عَليهِم وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ).

          ثم تسأل من الله تعالى أن لا يجعله آخر العهد من زيارتك لأئمتك (عليهم السلام).

          وهذه الزيارة الآتية مذكورة في الفقيه والتهذيب في ذيل الزيارة الجامعة بعنوان الوداع ونحن ننقلها من الفقيه:

 

          (السَلامُ عَلَيكُم سَلامَ مُودِّعٍ، لا سَئِمٍ وَلا قَالٍ وَلا مَالٍّ، وَرَحمةُ اللهِ وَبَركاتُهُ عَلَيكُم يَا أهلَ بَيتٍ النُبوَّةِ إنَّهُ حَمِيدٌ مَجيدٌ، سَلامَ وَلِيٍّ غَيرِ رَاغبٍ عَنكُم، وَلا مُستَبدِلٍ بِكُم وَلا مُؤْثِرٍ عَليكُم، وَلا مُنحَرِفٍ عَنكُم، وَلا زَاهِدٍ في قُربِكُم، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَةِ قُبورِكُم، وَإتيَانِ مَشَاهِدِكُم وَالسَلامُ عَلَيكم، وَحَشَرَنِي اللهُ في زُمرَتِكُم، وَأورَدَنِي حَوضَكُم، وَجَعَلَنِي مِن حِزبِكُم وَأرضَاكُم عَنّي، وَمَكَّنَنِي مِن دَولَتِكُم، وَأحيَانِي في رَجعَتِكُم، وَمَلَّكَنِي في أيَّامِكُم وَشَكَرَ سَعيِي بِكم، وَغَفَرَ ذَنبِي بِشفَاعَتِكُم، وَأقَالَ عَثرتِي بِمَحَبَّتِكُم وَأعلَى كَعبِي بِموَالاتِكم، وَشَرَّفَنِي بِطاعَتِكم، وَأعَزَّنِي بِهُداكُم، وَجَعَلَنِي مِمَّنْ انقَلَبَ مُفلِحاً مُنجِحاً، غَانِماً سَالماً، مُعافىً غَنياً، فَائزاً بِرضوانِ اللهِ وَفضلِهِ وَكِفايَتِهِ، بِأفضَلِ مَا يَنقلِبُ بِهِ أحَدٌ مِن زُوَّارِكُم وَمَوَالِيكُم وَمُحبِّيكُم وَشِيعَتِكُم، وَرَزَقَنِي اللهُ العَودَ ثُمَّ العَوْدَ أبداً مَا أبقَانِي رَبِّي، بِنيَّةٍ صَادِقةٍ، وَإيمانٍ وَتَقوَى وَإخباتٍ، وَرِزقٍ وَاسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ. اللهُمَّ لا تَجعَلْهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتِهِم وَذِكْرِهِم، وَالصَلاةِ عَلَيهِم، وَأوجِبْ لِيَ المغفِرةَ والرَحمةَ وَالخيرَ وَالبركةَ وَالتقوَى وَالفوزَ وَالنُورَ وَالإيمانَ، وَحُسْنَ الإجَابةِ، كَما أوجَبتَ لأولِيائِكَ العَارِفينَ بِحَقِّهِم، المُوجِبينَ طَاعَتَهم، وَالرَاغِبينَ في زِيارَتِهم المُتَقرّبِينَ إليكَ وَإليهِم. بِأبِي أنتم وَأُمِّي وَنَفسِي وَأهلِي وَمَالي، اجعَلُونِي في هَمِّكُم، وَصَيِّرُونِي في حِزبِكُم، وَأدخِلُونِي في شَفَاعَتِكُم، وَاذكُرُونِي عِندَ رَبِّكُم، اللهُمّ صَلِّ عَلى محمّدٍ وآلِ محمّدٍ، وَأبلِغْ أروَاحَهم وَأجسَادَهُم مِنِّي السَلامَ، وَالسَلامُ عَليهِ وَعلَيهِم وَرحمةُ اللهِ وَبركاتُه، وَصَلَّى اللهُ عَلى محمّد وآلهِ وَسَلَّمَ كَثيراً، وَحَسبُنا اللهُ وَنِعمَ الوَكيلُ).

شارك الاستفتاء

زيارة الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام):

          لا يخفى أن قبر السيدة المظلومة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها قد بقي في الخفاء كما خفي قدرها، واختلف في موضع قبرها:

          نُقلَ عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: (دفنت في بيتها، فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد).

          وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة لأن فاطمة عليه السلام بين قبره ومنبره).

          قال الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه): (قد اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيدة نساء العالمين (عليها السلام)، فمنهم من روى أنها دُفنت في البقيع، ومنهم من روى أنها دفنت بين القبر والمنبر وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة لأن قبرها بين القبر والمنبر، ومنهم من روى أنها دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد وهذا هو الصحيح عندي).

          ونظير هذا الكلام نقل أيضاً عن الشيخ المفيد والشيخ الطوسي قدس سرهما.

          وأما كيفية زيارتها (سلام الله عليها):

 

الزيارة الأولى: زيارة مختصرة رواها الشيخ الطوسي في التهذيب عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) (والظاهر أن المقصود به أبو جعفر الثاني الإمام محمد الجواد (عليه السلام) ) قال (عليه السلام) لإبراهيم العريضي: (إذا صرت إلى قبر جدتك (فاطمة) عليها السلام فقل:

          (يَا مُمتَحَنةُ امتَحَنَكِ اللهُ الذِي خَلَقَكِ قَبلَ أنْ يَخلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امتَحَنَكِ صَابرةً، وَزَعَمنَا أنّا لَكِ أولِياءٌ وَمُصَدّقُونَ وَصَابِرُونَ لِكُلّ مَا أتَانَا بِهِ أبُوكِ وَأتَانَا بِهِ وَصِيُّهُ، فَإنَّا نَسألُكِ إنْ كُنّا صَدّقنَاكِ إلا ألحَقتِنَا بِتَصدِيقِنا لَهُمَا لِنُبشِّرَ أنُفُسَنا بِأنّا قَد طَهُرنَا بِوِلايَتِكَ).

 

الزيارة الثانية: زيارة مختصرة رواها السيد ابن طاووس عليه الرحمة في الإقبال:

          (السَلامُ عَلَيكِ يا سيّدةِ نسَاءِ العَالمينَ، السَلامُ علَيكِ يَا والِدةَ الحُجَجِ على النَاسِ أجمَعينَ، السَلامُ عليكِ أيَّتُها المَظلُومةُ المَمنُوعةُ حَقُّها، اللهُمّ صَلِّ على أمَتِكَ وَابنةِ نَبيِّكَ صلاةً تُزلِفُهَا فَوقَ زُلفى عِبادِكَ المُكرَّمينَ مِن أهلِ السَمَاواتِ وَالأرَضِينَ).

          فقد روي أن من زارها بهذه الزيارة واستغفر الله غفر الله له وأدخله الجنة.

 

الزيارة الثالثة: زيارة ذكرها الشيخ الصدوق مع إضافة الصلوات على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، وروى أصل الزيارة الشيخ الطوسي في التهذيب، وذكر أنها تُزار عليها السلام في أحد مكانين: إما في المسجد يعني في الروضة بين قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمنبر أو في بيتها (عليها السلام)، وعند الزيارة تقف وتقول:

          (السَّلامُ عَليكِ يا بِنتَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عليكِ يا بِنتَ نَبيِّ اللهِ، السَّلامُ عليكِ يا بِنتَ حَبيبِ اللهِ، السَّلامُ عليكِ يا بِنتَ خَليلِ اللهِ، السَّلامُ عليكِ يا بنت صفيِّ اللهِ، السَّلامُ عليكِ يا بنتَ أمينِ اللهِ، السَّلامُ عليكِ يا بنتَ خَيرِ خَلقِ اللهِ، السَّلامُ عليكِ يا بنتَ أفضَلِ أنبِياءِ اللهِ ورُسُلِهِ ومَلائِكتِهِ، السَّلامُ عليكِ يا بنتَ خَيرِ البَرِيَّةِ، السَّلامُ عليكِ يا سيِّدةِ نِساءِ العالمينَ مِنَ الأوَّلِينَ والآخِرينَ، السَّلامُ عليكِ يا زوجَةَ وليِّ اللهِ وخَيرِ الخَلقِ بَعدَ رسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، السَّلامُ عليكِ يا أُمَّ الحَسَنِ والحُسَينِ سيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ، السَّلامُ عليكِ أيَّتها الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ، السَّلامُ عليكِ أيَّتها الرَّضِيَّةُ المَرضِيَّةُ، السَّلامُ عليكِ أيّتُها الفاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ، السَّلامُ عليكِ أيَّتُها الحَورَاءُ الإنسيَّةُ، السَّلامُ عليكِ أيتها التَّقيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عليكِ أيَّتُها المُحَدَّثَةُ العَلِيمَةُ، السَّلامُ عليكِ أيَّتها المَظلُومَةُ المَغصُوبَةُ، السَّلامُ عليكِ أيَّتها المُضطَهَدةُ المَقهُورَةُ، السَّلامُ عليكِ يا فاطِمَةُ بِنتِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، صلّى الله عليكِ وعلى رُوحِكِ وبَدَنِكِ أشهَدُ أنَّكِ مَضيتِ على بيِّنَةٍ من ربِّكِ وأنَّ مَن سَرَّكِ فَقَد سَرَّ رَسُولَ اللهِ (ص) ومَن جَفاكِ فَقَد جَفا رَسولَ اللهِ (ص)، ومَن آذاكِ فقَد آذى رَسُولَ اللهِ (ص) ومَنْ وَصَلَكِ فقَد وَصَلَ رَسُولَ اللهِ (ص)، ومن قَطَعَكِ فَقَد قطَعَ رسُولَ اللهِ (ص)، لأنَّكِ بِضعَةٌ مِنهُ ورُوحُهُ التي بينَ جَنبَيهِ كما قالَ (صلى الله عليه وآله وسلم): أُشْهِدُ اللهَ ورُسُلَهُ ومَلائِكَتَهُ أنِّي راضٍ عَمَّنْ رَضِيتِ عَنهُ، ساخِطٌ على مَن سَخِطتِ عَلَيهِ، مُتَبَرِّئٌ مِمَّنْ تَبَرَّأتِ منهُ، مُوالٍ لِمَنْ والَيتِ، مُعَادٍ لِمَنْ عَادَيتِ، مُبغِضٌ لِمَنْ أَبغَضتِ مُحِبٌّ لِمَن أَحبَبتِ، وكَفى بِاللهِ شَهِيدَاً وَحَسِيباً وَجازِياً ومُثِيباً).

          ثم يقول:

          (اللهُمّ صَلِّ وَسلِّمْ عَلى عَبدِكَ وَرَسُولِكَ محمّدٍ بِنِ عَبدِ اللهِ خَاتَمَ النَبيّينَ وَخَيرِ الخَلائِقِ أجمَعِينَ، وَصَلّ عَلى وَصيّهِ عَليّ بنِ أبي طَالِبٍ أميرِ المؤمِنينَ، وَإمامِ المُسلِمينَ وَخَيرِ الوَصيّينَ، وَصلِّ عَلى فَاطِمةَ بِنتَ محمّد سَيدةِ نِساءِ العَالمينَ وَصلِّ عَلى سَيّديْ شَبابِ أهلِ الجنةِ الحسَنِ وَالحُسينِ، وَصَلّ عَلى زَينِ العَابِدينَ، عَليّ بنِ الحُسينِ، وَصَلّ عَلى محمدٍ بنِ عَليّ باقرِ العلمِ، وَصَلّ عَلى الصَادقِ عَنِ اللهِ جعفرِ بنِ محمّد، وصَلّ على الكاظمِ الغَيظِ في اللهِ مُوسى بنِ جعفرٍ، وصَلّ على الرِضَا عليّ بنِ مُوسى، وصَلّ عَلى التقيِّ محمدِ بنِ عليٍّ، وصَلِّ على النقيِّ عليِّ بنِ محمدٍ، وصَلِّ عَلى الزكيِّ الحسنِ بنِ عليٍّ، وَصلِّ عَلى الحُجةِ ابنِ الحسنِ بنِ عليٍّ، اللهُمَّ أحيِ بهِ العَدلَ وَأمِتْ بهِ الجَورَ وَزيِّنْ بِطُولِ بَقائهِ الأرضَ وَأظهِرْ بهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبيّكَ حَتى لا يَستخفِيَ بِشيءٍ مِنَ الحقِّ مَخافةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ وَاجعَلنا مِن أعوَانِهِ وَأشياعِهِ وَالمقبُولِينَ في زُمرَةِ أولِيائِهِ يَا رَبَّ العَالمينَ، اللهُمّ صَلِّ على محمدٍ وَأهلِ بيتِهِ الذينَ أذهَبْتَ عَنهمُ الرِجسَ وَطهّرتَهُمْ تَطهِيراً).

          ولا يخفى أنه ذكر لها (صلوات الله عليها) زيارات أُخر ولكن لأجل الاختصار اكتفينا بهذه الزيارات الثلاث.

          ولقد نقل عن السيد ابن طاووس عليه الرحمة في الإقبال أنه قال: (ثم بعد الزيارة تصلي صلاة الزيارة وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة (الحمد) مرة وستين مرة سورة (قل هو الله أحد) فإن لم تستطع فصل ركعتين: في الأولى الحمد وسورة الإخلاص (قل هو الله أحد) وفي الثانية الحمد وسورة (قل يا أيها الكافرون) فإذا سلّمت قلتَ:

          (اللهُمّ إنّي أتوَجَّهُ إليكَ بِنَبيّنا محمّدٍ وَبَأهلِ بَيتِهِ صَلواتُكَ عَلَيهِم وَأسألُكَ بِحَقِّكَ العَظيمِ عَلَيهِمُ الذِي لا يَعلمُ كُنهَهُ سِواكَ، وَأسألُكَ بِحقِّ مَنْ حَقُهُ عِندَكَ عَظيمٌ، وَبأسمَائِكَ الحُسنَى التِي أمَرتَنِي أنْ أدعُوكَ بِها، وَأسألُكَ بِاسمِكَ الأعظَمِ الذِي أمرتَ بِهِ إبراهيمَ أنْ يَدعُو بِهِ الطَيرَ فَأجَابَتْهُ، وَباسمِكَ العَظيمِ الذِي قُلتَ للنَارِ كُونِي بَرداً وَسَلاماً عَلى إبراهيمَ فَكانتْ بَرداً، وَبِأحبِّ الأسمَاءِ إليكَ وأشرَفِها وَأعظَمِهَا لَدَيكَ وَأسرَعِهَا إجَابةً وَأنجَحِها طِلْبَةً وَبِمَا أنتَ أهلُهُ وَمُستَحِقُّهُ وَمُستَوجِبُهُ وَأتوسَّلُ إليكَ وَأرغبُ إليكَ وَأتضَرَّعُ وَأُلِحُّ عَليكَ، وَأسألُكَ بِكُتُبِكَ التي أنزَلتَها عَلى أنبِيائِكَ وَرُسِلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِم مِنَ التَوراةِ وَالإنجِيلِ وَالزَبُورِ وَالقُرآنِ العَظيمِ فإنَّ فِيها اسمَكَ الأعظَمِ وَبِما فِيها مِن أسمَائِكَ العُظمَى أنْ تُصَلّيْ عَلى محمّد وَآلِ محمّدٍ وَأنْ تُفَرِّجَ عَن آلِ محمّدٍ وَشِيعَتِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَعَنّى وَتَفتَحَ أبَوابَ السَماءِ لِدُعائِي وَتَرفَعَهُ في عِلِّيينَ وَتَأذنَ في هذا اليومِ وَفي هَذهِ السَاعةِ بِفَرَجِي وَإعطَاءِ أمَلِي وَسُؤلِي في الدُنيا وَالآخِرةِ، يَا مَن لا يَعلَمُ أحَدٌ كَيفَ هُوَ وَقدرَتُهُ إلا هُوَ، يَا مَن سَدَّ الهَواءَ بِالسَماءِ، وَكَبَسَ الأرضَ عَلى الماءِ وَاختارَ لِنَفسِهِ أحسَنَ الأسمَاءِ، يَا مَن سَمَّى نَفسَهُ بِالاسمِ الذِي يُقضَى بِهِ حَاجَةُ مَن يَدعُوهُ، أسألُكَ بِحقِّ ذَلك الاسمِ فَلا شَفِيعَ أقوَى لِي مِنهُ أنْ تُصلِّي عَلى محمّدٍ وآلِ محمدٍ وَأنْ تَقضِي لِي حَوَائِجِي وَتُسمَعَ بمحمدٍ وَعليّ وفاطمةَ والحسنِ وَالحسينِ وعليّ بنِ الحسينِ ومحمدِ بن عليٍّ وجعفرِ بنِ محمدٍ وَموسى بنِ جعفرٍ وَعليِّ بنِ موسى وَمحمدِ بنِ عليٍّ وَعليِّ بنِ محمدٍ وَالحسنِ بنِ عليٍّ وَالحجةِ المنتظِرِ لإذنِكَ صَلواتُكَ وَسلامُك ورَحمتُكَ وبَركاتُكَ عليهِم صَوتِي لِيَشفَعُوا لِي إليكَ وَتُشفّعَهُم فيَّ وَلا تَرُدَّنِي خَائِباً بِحقِّ لا إلهَ إلا أنتَ).

 

          ثم تسأل حوائجك تقضى إن شاء الله.

شارك الاستفتاء

كيفية زيارة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):

 

          روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من زارني في حياتي وبعد موتي كان في جواري يوم القيامة).

          وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لسبطه الإمام الحسين (عليه السلام): (يا بني من زارني حياً وميتاً، ومن زار أباك حياً وميتاً، ومن زار أخاك حياً وميتاً، ومن زارك حياً وميتاً، كان حقاً عليّ أن أزوره يوم القيامة أخلصه من ذنوبه وأدخله الجنة).

 

آداب الزيارة:

 

          يستحب الغسل لمن يريد زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الأئمة الطاهرين (سلام الله عليهم أجمعين)، وأن يلبس ثياباً طاهرة نظيفة، وأن يقصّر خطاه في طريقه إلى الروضة المقدسة وعليه السكينة والوقار، وأن يشتغل لسانه –وهو يمضي إلى الحرم المطهر- بالتكبير والتسبيح والتهليل والصلاة على محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) والأفضل لمن يريد الدخول للحرم الشريف الاستئذان كما قال الشيخ الكُفعمي في المصباح: (فإذا أردت الدخول على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أحد مشاهد الأئمة (عليه السلام) فقل: اللهمَّ إنِّي وَقَفتُ عَلى بابٍ مِنْ أبوابِ بُيُوتِ نَبيِّكَ صَلوَاتُكَ عَليهِ وآلِه، وَقَد مَنَعتَ النَاسَ أنْ يَدخُلُوا إلا بإذنِهِ فَقُلتَ: [يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النَبيِّ إلا أنْ يُؤذنَ لَكُمْ] اللهمَّ إني أَعتَقِدُ حُرمَةَ صَاحِبِ هذا المَشهَدِ الشَريفِ في غَيبَتهِ كَمَا أعتَقِدُهَا في حَضرَتِهِ وَأَعلَمُ أنْ رَسُولَكَ وخُلَفاءَكَ عَليهمُ السَلامُ أحيَاءٌ عِندَكَ يُرزَقُونَ يَرونَ مَقَامِي ويَسمَعُونَ كَلامِي ويَردُّونَ سَلامِي، وأنَّكَ حَجَبتَ عَن سَمعِي كَلامَهُمْ وفَتَحتَ بَابَ فَهمِي بِلَذِيذِ مُنَاجاتِهم، وإنِّي أستَأذِنُكَ يَا رَبِّ أولاً وأستَأذِنُ رَسُولَك (صلى الله عليه وآله وسلم) ثَانياً وَأستأذِنُ خَلِيفَتَكَ الإمَامَ المُفتَرضَ عَليَّ طَاعَتُهُ) ولما تصل إلى هذه الجملة (وَأستأذِنُ خَلِيفَتَكَ الإمَامَ المُفتَرضَ عَليَّ طَاعَتُهُ) تذكر اسم الإمام الذي تريد زيارته واسم أبيه وبعد إتمام دعاء الاستئذان تقبل باب العتبة المقدسة وتقول: (بِسمِ اللهِ وباللهِ وفي سَبيلِ اللهِ وَعلى مِلَّةِ رَسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) اللهمَّ اغفِرْ لِي وارحَمنِي إنَّكَ أنتَ التَوَّابُ الرَحيمُ).

آداب زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

          قال المحدث القمي عليه الرحمة: (فإذا أردت دخول مسجده (صلى الله عليه وآله وسلم) فقف على الباب واقرأ إذن الدخول وادخل من باب جبرئيل وقدم رجلك اليمنى عند الدخول ثم قل: (اللهُ أكبَرُ) مائة مرة، ثم صلي ركعتين تحية المسجد، ثم امضِ إلى الحجرة الشريفة فإذا بلغتها فاستلمها بيدك وقبلها وقل: (السَلامُ عَليكَ يَا رَسُولَ اللهِ، السَلامُ عَلَيكَ يَا نَبيَ اللهِ، السَلامُ عليكَ يَا مُحمَّدَ بن عَبدِ اللهِ، السَلامُ عَلَيكَ يَا خَاتَمَ النَبيِّينَ، أَشهَدُ أَنَّكَ قَد بَلَّغتَ الرِسَالةَ وَأَقمتَ الصَلاةَ وآتَيتَ الزَكاةَ وَأمَرتَ بِالمَعرُوفِ وَنَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ وَعبَدتَ اللهَ مُخلِصاً حَتى أتاكَ اليَقينُ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيكَ وَرَحمَتُهُ وَعَلى أهلِ بَيتِكَ الطَاهِرينَ).

 

كيفية زيارته (صلى الله عليه وآله وسلم):

          ورد في زيارته (صلى الله عليه وآله وسلم) عدة زيارات تتفاوت في كيفيتها ويصدق على كل منها عنوان الزيارة:

الزيارة الأولى: ما نقله ثقة الإسلام الكليني (قدس سره) في الكافي والشيخ الطوسي (قدس سره) في التهذيب بسند صحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ونقله أيضاً الشيخ الصدوق (قدس سره) ونحن ننقل عن الكافي:

          قال الصادق (عليه السلام): ثم تأتي قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم تقوم فتسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم تقوم عند الاسطوانة المقدمة من جانب القبر الأيمن عند رأسه الشريف عند زاوية القبر وأنت مستقبل القبلة، ومنكبك الأيسر إلى جانب القبر ومنكبك الأيمن مما يلي المنبر فإنه موضع رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقول:

(أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهَدُ أنَّ مُحمّداً عبدُهُ ورسولُهُ، وأَشهَدُ أَنَّكَ رسُولُ اللهِ، وأشهَدُ أنَّكَ محَمّدُ بنُ عبدِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ قَد بَلَّغتَ رِسَالاتِ ربِّكَ ونَصَحتَ لأُمَّتِكَ وَجاهَدتَ في سَبِيلِ اللهِ وعَبَدْتَ اللهَ حتَّى أتاكَ اليَقِينُ بالحِكمَةِ والمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وأدَّيتَ الذي عليكَ مِنَ الحَقِّ، وأنَّكَ قد رَأُفتَ بالمُؤمنينَ وغَلُظتَ على الكافِرينَ فَبَلَغَ اللهُ بِكَ أفضَلَ شَرفِ مَحَلِّ المُكَرَّمينَ، الحمدُ للهِ الذي استَنقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّركِ والضَّلالَةِ، اللهمَّ فاجْعَلْ صَلواتِكَ وصَلَواتِ ملائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وعِبادِكَ الصّالحينَ وأنبِيائِكَ المُرسَلينَ وأهلِ السَّماواتِ والأرَضِينَ ومَنْ سَبَّحَ لكَ يا ربَّ العالَمينَ مِنَ الأوَّلينَ والآخِرينَ على محمّدٍ عبدِكَ ورَسولِكَ ونَبيِّكَ وأَمِينِكَ ونَجيِّكَ وحَبيبِكَ وصَفِيِّكَ وخَاصَّتِكَ وصَفوَتِكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ، اللهمّ أعطِه الدَّرَجةَ والوَسيلَةَ مِنَ الجَنةِ وابعَثهُ مَقَاماً مَحمُوداً يَغبِطُهُ بِهِ الأوَّلونَ والآخِرونَ، اللهمَّ إنَّكَ قُلتَ: وَلَو أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُم جَاؤوكَ فَاستَغْفَروا اللهَ واستَغفَرَ لَهُمُ الرَّسولُ لَوَجَدوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً، وَإِنِّي أَتَيتُ نَبِيِّكَ مُسْتَغفِراً تَائِباً مِن ذُنُوبِي وإِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إلى اللهِ ربِّي ورَبِّكَ لِيَغفِرَ لِي ذُنُوبِي).

          وإن كانت لك حاجة فاجعل قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خلف كتفيك، واستقبل القبلة وارفع يديك واسأل حاجتك فإنها أحرى أن تقضى إن شاء الله.

 

دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند قبر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):

          ويمكنك أن تدعو بالدعاء الذي كان يدعو به الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) فقد نقل أنه كان يسند ظهره إلى القبر ويستقبل القبلة ويقول:

          (اللهمَّ إليكَ ألجأتُ ظَهرِي، وإلى قَبرِ محمَّدٍ عَبدِكَ ورَسُولِكَ أسنَدتُ ظَهرِي وَالقِبلَةً التي رَضيتَ لِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) استَقبَلتُ، اللهمَّ إنِّي أصبَحتُ لا أَملِكُ لِنَفسِي خَيرَ مَا أرجُو، وَلا أدفَعُ عَنهَا شَرَّ مَا أحذَرُ عَليهَا، وَأصبَحتِ الأُمُورُ بِيَدِكَ فَلا فَقيرَ أفقَرُ مِني، إنِّي لِمَا أَنزَلتَ إليَّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ، اللهمَّ اردُدنِي مِنكَ بِخَيرٍ فَإنَّهُ لا رَادَّ لِفَضلِكَ، اللهمَّ إنِّي أَعوذُ بِكَ مِن أنْ تُبَدِّلَ اسمِي أو تُغَيِّرَ جِسمِي أو تُزيلَ نِعمَتَكَ عَنِّي، اللهمَّ كرِّمنِي بِالتَقوَى وَجَمِّلنِي (وَحَمّلنِي) بِالنِعَمِ واغمُرنِي بِالعافِيةِ وارزُقنِي شُكْرَ العافِيةِ).

          وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه عندما كان ينتهي إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يضع يده على القبر الشريف ويقول:

          (أسأَلُ اللهَ الذي اجتَبَاكَ وَاختَارَكَ وَهَدَاكَ وَهَدَى بِكَ أنْ يُصَلِّي عَلَيكَ، إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَبِيّ، يَا أيُّهَا الذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً),

          قال العلامة المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار: (اعلم أن استدبار قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كان ظاهراً مخالفاً للآداب، لكن لا بأس به إذا كان التوجه إلى الله تعالى وكان الغرض الاستظهار به (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن في هذا الزمان الأولى تركه للتقية).

 

الزيارة الثانية:

          وهي التي رواها إبراهيم بن أبي البلاد عن الإمام أبي الحسن (عليه السلام) (الظاهر هو الإمام السابع)، قال إبراهيم: (قال لي أبو الحسن (عليه السلام): كيف تقول في التسليم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قلت: الذي نعرفه ورويناه. قال (عليه السلام): أأعلمك ما هو أفضل من هذا؟ قلت: نعم جعلت فداك. فكتب (عليه السلام): -وأنا قاعد- بخطه وقرأه عليّ: إذا وقفت على قبره (صلى الله عليه وآله وسلم) فقل:

(أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهَدُ أنَّكَ محَمّدُ بنُ عبدِ اللهِ، وأَشهَدُ أَنَّكَ رسُولُ اللهِ، وأشهَدُ أنَّكَ خَاتَمُ النَبيِّينَ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ قَد بَلَّغتَ رِسَالاتِ ربِّكَ ونَصَحتَ لأُمَّتِكَ، وَجاهَدتَ في سَبِيلِ رَبِّكَ وعَبَدْتَه حتَّى أتاكَ اليَقِينُ وَأَدَّيتَ الذي عَلَيكَ مِنَ الحَقِّ. اللهمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ونَجِيِّكَ وأَمِينِكَ وصَفِيِّكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ أَفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أَحدٍ مِن أنبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، اللهمّ سَلِّم عَلى مُحمّدٍ وآلِ مُحمَّدٍ كَما سلَّمتَ على نُوحٍ فِي العَالمينَ، وَامنُن عَلى مُحمَّدٍ وآلِ محمّدٍ كما مَنَنتَ على مُوسى وهَارُونَ، وَبارِك عَلى محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ كما بَاركتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.

          اللهمّ صَلِّ على مُحمَّدٍ وآلِ محمّدٍ وتَرَحَّمْ عَلى مُحمَّدٍ وآلِ محمّدٍ . اللهمَّ رَبَّ البيتِ الحَرامِ، ورَبَّ المسجد الحرام، وَربَّ الرُكنِ والمَقامِ، وربَّ البلدِ الحرامِ، وربَّ الحِلِّ والحَرامِ، وربَّ المَشعَرِ الحرامِ بلِّغ رُوحَ نَبيِّكَ محمَّدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) مِنِّي السلام).

 

الزيارة الثالثة:

          نقلها أبي نصر البزنطي عن الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام):

          (السَلامُ على رَسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) (السَلامُ عليكَ يا رسُولَ الله، السَلامُ عليكَ يا حَبيبَ اللهِ، السَلامُ عليكَ يَا صَفوَةَ اللهِ. السَلامُ عَليكَ يا أمينَ اللهِ، أشهدُ أنَّكَ قد نصحتَ لأمتكَ وجاهَدتَ في سبيلِ اللهِ وعَبدتَهُ حَتَّى أتاكَ اليقينُ، فَجَزاكَ اللهُ أفضَلَ ما جَزى نَبيَّاً عَن أمَّتِهِ، اللهمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ وآلِ محمّدٍ أفضَلَ ما صلَّيتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ).

 

الزيارة الرابعة:

          نقلها الشيخ الكفعمي عليه الرحمة:

          (السَلامُ على رَسولِ اللهِ أمينِ اللهِ على وحيِهِ وَعَزائِمِ أمرهِ، الخَاتمِ لِما سَبقَ والفَاتِحِ لِما استُقبِلَ وَالمُهَيمِنِ على ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركاتُهُ، السَلامُ على صاحِبِ السَكِينةِ، السَلامُ على المدفونِ بالمَدينةِ، السلامُ على المَنصُورِ المُؤيَّدِ السَلامُ على أبي القاسِمِ محمدٍ ورَحمةُ اللهِ وبركاتُه).

          ولا يخفى أنه نقل لزيارته (صلى الله عليه وآله وسلم) زيارات طويلة، ولكن لأجل الاختصار اكتفينا بهذه الزيارات الأربع، والمهم في الزيارة سواء في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الأئمة الطاهرين (سلام الله عليهم أجمعين) هو الخضوع والخشوع ورقة القلب والارتباط المعنوي معهم.

          ومن أراد الزيارات الطويلة أمكنه مراجعة الكتب المفصلة، ومن جملتها بحار الأنوار للعلامة المجلسي (قدس سره).

 

الأعمال والأوراد في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد الفراغ من زيارته:

          لقد ورد في الحديث الصحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا فرغت من الدعاء عند القبر فأت المنبر وامسحه بيدك وخذ برمّانتيه وهما السفلاوان وامسح عينيك ووجهك به فإنه يقال إنه شفاء للعين، وقم عنده فاحمد الله واثنِ عليه وسل حاجتك فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة، وإن منبري على ترعة من ترع الجنة وقوائم المنبر رتب في الجنة والترعة هي الباب الصغير، ثم مقام النبي فصل ما بدا لك، فإذا دخلت المسجد فصل على محمد وآله وإذا خرجت فاصنع مثل ذلك وأكثر من الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) )([1]).

          ونقل العلامة المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار عن الشيخ المفيد والسيد بن طاووس والشهيد الأول وغيرهم (رضوان الله عليهم) أنه إذا فرغ الزائر من الدعاء والزيارة عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ سورة [إِنَّا أَنزَلْناهُ] أحد عشر مرة، ثم يتوجه إلى مقام النبي (صلى الله عليه وآله) الواقع بين القبر والمنبر ويأتي إلى الاسطوانة التي بجنب المنبر فيقف بحذائها ويجعل المنبر أمامه ويصلي أربع ركعات صلاة الزيارة، وإن لم يمكنه يصلي ركعتين وبعد السلام والتسبيح يقول: (اللهمَّ هَذا مَقَامُ نَبيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ جَعَلتَهُ رَوضَةً مِنْ رِياضِ جَنَّتِكَ وَشَرَّفْتَهُ عَلى بِقَاعِ أرضِكَ بِرَسُولِكَ، وَفَضَّلْتَهُ بِهِ وَعَظَّمْتَ حُرمَتَهُ وَأظهَرتَ جَلالَتَهُ وَأوجَبتَ عَلى عِبادِكَ التَبَرُكَ بِالصَلاةِ وَالدُعاءِ فِيهِ، وَقَد أقَمتَنِي فِيهِ بِلا حَولٍ وَلا قُوَّةٍ كَان مِني في ذَلكَ إلا بِرَحمَتِكَ، اللهمَّ وَكَما أنَّ حَبيبَكَ لا يَتقدَّمُهُ في الفَضلِ خَلِيلُكَ فاجعَلْ استجَابةَ الدُعَاءِ في مَقَامِ حَبيبِكَ أفضَلَ مَا جَعَلتَهُ في مَقَامِ خَليلِكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ في هَذا المقَامِ الطَاهِرِ أنْ تُصَلِّي عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحمَّدٍ وَأنْ تُعيذَنِي مِنَ النَارِ وَتَمُنَّ عَليَّ بِالجَنَّةِ وَتَرْحَمَ مَوقِفِي وَتَغفِرَ زَلَّتِي وَتُزَكِّيَ عَمَلِي وَتُوَسِّعَ لِي في رِزقِي وَتُديمَ عَافيَتي وَرُشدِي وَتُسبِغَ نِعمَتَكَ عليَّ وَتَحفظَنِي في أهلِي وَمَالِي وَتَحرُسَنِي مِن كُلِّ مُتَعدٍّ عَليَّ وَظالِمٍ لِي وَتُطيلَ عُمرِي وَتُوفِّقَنِي لما يُرضِيكَ عَنِّي وَتعصِمَني عَمَّا يُسخِطُك عَليَّ اللهمَّ إنِّي أتَوسَّلُ إلَيكَ بِنَبيِّكَ وَأهلِ بَيتِهِ حُجَجِكَ عَلى خَلقِكَ وَآيَاتِكَ في أرضِكَ أنْ تَستَجِيبَ لِي دُعَائِي وَتُبلِّغَنِي في الدِينِ وَالدُنيَا أمَلِي وَرَجَائِي، يَا سَيَّدِي وَمَولايَ قَدْ سَألتُكَ فَلا تُخَيِّبنِي وَرَجَوتُ فَضلَكَ فَلا تَحرِمنِي فَأنا الفَقِيرُ إلى رَحمَتِكَ الذِي لَيسَ لِي غَيرُ إحسَانِكَ وَتَفضُّلِكَ فأسألُكَ أنْ تُحرِّمَ شَعرِيْ وَبَشَرِي عَلى النَارِ وَتُؤتِيَنِي مِنَ الخَيرِ مَا عَلِمتُ مِنهُ وَما لَم أعلَمْ وَادفَعْ عَنِّي وَعَن وُلْدِي وَإخوَانِي وَأخَوَاتِي مِنَ الشَرِّ مَا عَلِمتُ مِنهُ وَمَا لَمْ أعلَمْ، اللهمَّ اغفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمؤمِناتِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ).

          وبعد الفراغ من الدعاء يأتي إلى المنبر ويمسحه بيده ويأخذ برمّانتيه السفلاوين ويمسح بهما وجهه وعينيه ثم يقرأ كلمات الفرج:

          (لا إلَهَ إلا اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، لا إلَهَ إلا اللهُ العَلِيُّ العَظِيمُ، سُبحَانَ اللهِ رَبِّ السَمَاوَاتِ السَبعِ وَرَبِّ الأَرَضِينَ السَبعِ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَينَهُنَّ وَرَبِ العَرشِ العَظِيمِ، وَسَلامٌ عَلى المُرسَلينَ وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ).

          ثم قل: (أَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأشهَدُ أنَّ مُحمَّداً رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ، الحَمدُ للهِ الذِي عَقَدَ بِكَ عِزَّ الإسلامِ وَجَعلَكَ مُرتَقَى خَيرِ الأَنَامِ وَمَصعَدَ الدَاعِي إلى دَارِ السَلامِ، الحَمدُ للهِ الذِي خَفَضَ بِانتصَابِك عُلوَّ الكُفرِ وَسُمُوَّ الشِركِ وَنَكَسَ بِكَ عَلَمَ البَاطِلِ وَرَايَةَ الضَلالِ أشهَدُ أنَّكَ لَمْ تُنصَبْ إلا لِتَوحِيدِ اللهِ سُبحَانَهَ وَتَمجِيدِهِ وَتَعظِيمِ اللهِ وَتَحمِيدِهِ وَلِمَواعِظِ عِبادِ اللهِ وَالدُعَاءِ إلى عَفوِهِ وَغُفرَانِهِ، أشهَدُ أنَّكَ قَد استَوفَيتَ مِن رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلهِ) بِارتِقَائِهِ في مَراقِيكَ وَاستِوائِهِ عَلَيكَ حَظَّ شَرَفِكَ وَفَضلِكَ وَنَصِيبَ عِزِّكَ وَذُخرِكَ وَنِلْتَ كَمَالَ ذِكرِكَ وَعَظَّمَ اللهُ حُرمَتَكَ، وَأوجَبَ التَمَسُّحَ بِكَ، فَكَمْ قَد وَضَعَ المصطَفَى (صَلّى اللهُ عَليهِ وَآلهِ) قَدَمَهُ عَليكَ وَقامَ لِلنَاسِ خَطِيباً فَوقَكَ، وَوَحَّدَ اللهَ وَحَمِدَهُ، وأثنى عَلَيهِ وَمَجَّدَهُ وَكَمْ بَلَّغَ عَليكَ مِنَ الرِسَالَةِ وَأدَّى مِنَ الأمَانةِ وَتَلا مِنَ القُرآنِ وَقَرأ مِنَ الفُرقَانِ وَأخبَرَ مِنَ الوَحيِ وَبَيَّنَ الأمرَ وَالنَهيَ وَفَصَّلَ بينَ الحَلالِ وَالحَرامِ وَأمَرَ بِالصَلاةِ وَالصِيَامِ وَحثَّ العِبادَ عَلى الجِهَادِ وَأنبَأ عَن ثَوابِهِ في المَعَادِ).

          ثم بعد ذلك يقف في الروضة المباركة الواقعة بين القبر والمنبر ويقول:

          (اللهمَّ إنَّ هذهِ رَوضَةٌ مِن رِيَاضِ جَنَّتِكَ وَشُعبَةٌ مِن شُعَبِ رَحمَتِكَ التِي ذَكَرَهَا رَسُولُكَ وَأبَانَ عَن فَضلِهَا وَشَرفِ التَعَبُّدِ لَكَ فِيهَا، وَقَد بَلَّغْتَنِيهَا في سَلامَةِ نَفسِي فَلَكَ الحَمدُ يَا سَيّدِي عَلى عَظِيمِ نِعمَتِكَ عَليَّ في ذَلِكَ وَعَلى مَا رَزَقتَنِيهُ مِن طَاعَتِكَ وَطَلَبِ مَرضَاتِكَ وَتَعظِيمِ حُرمَةِ نَبِيِّكَ (صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ) بِزِيَارَةِ قَبرِهِ وَالتَسلِيمِ عَليهِ وَالتَرَدُّدِ في مَشَاهِدِهِ وَمَوَاقِفِهِ، فَلَكَ الحَمدُ يَا مَولايَ حَمداً يَنتَظِمُ بِهِ مَحَامِدُ حَمَلَةِ عَرشِكَ وَسُكَّانِ سَماوَاتِكَ لَكَ وَيَقصُرُ عَنهُ حَمدُ مَن مَضَى وَيَفضُلُ حَمدَ مَن بَقِيَ مِن خَلقِكَ، وَلَكَ الحَمدُ يَا مَولايَ حَمدَ مَن عَرفَ الحَمدَ لَكَ وَالتَوفِيقَ لِلحمدِ مِنكَ، حَمداً يَملأ مَا خَلقَتَ وَيبلُغُ حَيثُما أردتَ وَلا يُحجَبُ عَنكَ وَلا يَنقَضِي دُونَكَ وَيبلُغُ أقصَى رِضَاكَ وَلا يَبلُغُ آخِرَهُ أوَائِلَ مَحَامِدَ خَلقِكَ لَكَ، وَلَكَ الحَمدُ مَا عُرفَ الحمدُ وَاعتُقِدَ وَجُعلَ ابتدَاءُ الكَلامِ الحمدُ، يَا بَاقيَ العزِّ وَالعَظمَةِ وَدَائمَ السُلطانِ وَالقُدرَةِ وَشَدِيدِ البَطشِ وَالقُوةِ وَنَافذَ الأمرِ وَالإرَادَةِ وَوَاسِعَ الرَحمَةِ وَالمَغفِرةِ وَربَّ الدُنيَا وَالآخِرةِ كَم مِن نِعمةٍ لَكَ عَليَّ يَقصُرُ عَن أيسَرِهَا حَمدِي وَلا يَبلُغُ أدنَاهَا شُكرِي، وَكَمْ مِن صَنَايِعَ مِنكَ إليَّ لا يُحيطُ بِكَثرَتِها وَهمي وَلا يُقَيِّدُهَا فِكرِي اللهمّ صَلِّ عَلى نَبيِّكَ المُصطَفى عَينِ البَريِّةِ طِفلاً وَخَيرُها شَابّاً وَكهلاً، أطهَرُ المُطَهَّرِينَ شِيمَةً وَأجوَدُ المُستَمطِرينَ دَيمَةً وَأعظَمُ الخَلقِ جُرْثُومَةً، الذِي أوضَحتَ بِهِ الدِلالاتِ وَأقَمتَ بِهِ الرِسَالاتِ وَخَتَمتَ بِهِ النُبُوّاتِ وَفَتَحتَ بِهِ بَابَ الخَيراتِ وَأظهرتَهُ مَظهَراً وَابتَعَثتَهُ نَبيّاً وَهادِياً أمِيناً مَهديّاً دَاعِياً إليكَ وَدَالاً عَلَيكَ وَحُجّةً بَينَ يَديكَ، اللهمّ صَلِّ عَلى المَعصُومِينَ مِن عِترَتِهِ وَالطَيّبينَ مِن أُسرَتِهِ، وَشَرِّفْ لَدَيكَ بِهِ مَنَازِلَهُم، وَعَظّمْ عِندكَ مَراتِبَهُم، وَاجعَلْ في الرَفِيقِ الأعلَى مَجَالِسَهُم، وَارفَعْ إلى قُربِ رَسُولِكَ دَرَجَاتِهمْ، وَتَمِّمْ بِلِقَائِهِ سُرُورَهُم وَوَفِّرْ بِمَكَانِهِ أُنسَهُم).

          ثم يأتي إلى مقام جبرئيل (عليه السلام) فإنه كان مقامه إذا استأذن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذه الاسطوانة تحت الميزاب وعندما يخرج الزائر من باب فاطمة (عليها السلام) يقع الميزاب فوق رأسه ويقع الباب من جهة البقيع فيصلي في هذا المكان ركعتين ويقول:

          (يَا مَنْ خَلَقَ السَماوَاتِ وَمَلأهَا جُنُوداً مِنَ المُسَبِّحِينَ لَهُ مِن مَلائِكَتِهِ وَالمُمَجِّدِينَ لِقُدرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَأفرَغَ عَلى أبدَانِهِم حُلَلَ الكَرَامَاتِ، وَأنطَقَ ألسِنَتَهُم بِضُرُوبِ اللُغاتِ، وَألبَسَهُم شِعَارَ التَقوَى، وَقَلَّدَهُم قَلائِدَ النَهيِ وَجَعلَهُم أوفرَ أجنَاسِ خَلقِهِ مَعرِفَةً بِوَحدَانِيَّتِهِ وَقُدرَتِهِ وَجَلالَتِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَأكمَلَهُم عِلماً بِهِ وَأشَدَّهُم فَرَقاً وَأدوَمَهُم لَهُ طَاعَةً وَخُضُوعاً وَاستِكَانَةً وَخُشُوعاً، يَا مَن فَضّلَ الأمينَ جِبرئِيلَ (عَليهِ السَلامُ) بِخَصَائِصِهِ وَدَرَجاتِهِ وَمَنازِلِهِ وَاختَارَهُ لِوَحيِهِ وَسَفَارَتِهِ وَعهدِهِ وَأمَانَتِهِ وَإنزَالِ كُتُبِهِ وَأوَامِرِهِ عَلى أنبِيائِهِ وَرُسِلِهِ، وَجَعَلَهُ وَاسِطَةً بَينَ نَفسِهِ وَبَينَهُم أَسألُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحمّدٍ وَآلِ مُحمّدٍ وَعَلى جَمِيعِ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ، أعَلَمِ خَلقِكَ بِكَ وَأخوَفِ خَلقِكَ لَكَ وَأقرَبِ خَلقِكَ مِنكَ وَأعمَلِ خَلقِكَ بِطاعَتِكَ، الذِينَ لا يَغشَاهُم نَومُ العُيونِ وَلا سَهوُ العُقولِ وَلا فَترةُ الأبدَانِ، المُكرَّمِينَ بِجِوَارِكَ وَالمُؤتَمَنينَ عَلى وَحيِكَ المُجتَنِبينَ الآفاتِ وَالمُوقَّينَ السِيِّئاتِ، اللهُمَّ وَاخصُصْ الرُوحَ الأمِينَ صَلوَاتُكَ عَليهِ بَأضعَافِها مِنكَ وَعَلى مَلائكَتِكَ المُقرَّبِينَ وَطَبقاتِ الكَرُّوبِيِّينَ وَالرَوحَانِيّينَ وَزِدْ في مَرَاتِبِهِ عِندكَ وَحُقوقِهِ التي لَهُ عَلى أهلِ الأرضِ بِما كانَ يَنزِلُ بِهِ مِن شَرايِعَ دِينِكَ وَما بَيَّنتَهُ عَلى ألسِنةِ أنبِيَائِكَ مِن مُحَلاتِكَ وَمُحَرَّمَاتِكَ اللهُمّ أكثِرْ صَلَوَاتِكَ عَلى جِبرَئِيلَ فِإنَّهُ قُدوَةُ الأنبِيَاءِ وَهَادِي الأصفِيَاءِ وَسَادِسُ أصحَابِ الكِسَاءِ، اللهُمّ اجعَلْ وُقُوفِي في مَقَامِهِ هَذا سَبَباً لِنُزُولِ رَحمَتِكَ عَليَّ وَتَجَاوُزِكَ عَنِّي).

          ثم قل:

          (أيْ جَوادُ أيْ كَريمُ أيْ قَريبُ أيْ بَعيدُ أسألُكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحمّدٍ وَآلِ محمّدٍ وَأن تُوفّقَنِي لِطَاعَتِكَ وَلا تُزيلَ عَنّي نِعمَتَكَ وَأنْ تَرزُقَنِي الجَنةَ بِرَحمَتِكَ وَتُوسِّعَ عَليّ مِن فَضلِكَ وَتُغنِيَنِي عَن شِرارِ خَلقِكَ وَتُلهِمَنِي شُكرَكَ وَذِكرَكَ وَلا تُخَيّبَ يَا ربِّ دُعائِي وَلا تَقطَعْ رَجَائِي بِمُحمّدٍ وَآلِهِ).

          ثم تأتي اسطوانة أبي لبابة المعروفة بـ(اسطوانة التوبة) فتُصلي ركعتين ثم تقول:

          (بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحِيمِ، اللهُمّ لا تُهِنِّي بِالفَقرِ وَلا تُذِلَّنِي بِالدَينِ وَلا تَرُدّنِي إلى الهَلَكَةِ وَاعصِمنِي كَي أعتَصِمَ وَأصلِحنِي كَي أنصَلِحَ وَاهدِنِي كَي أهتدِيَ، اللهُمّ أعِنّي عَلى اجتهَادِ نَفسِي وَلا تُعذِّبنِي بِسُوءِ ظَنِّي وَلا تُهلِكنِي وَأنتَ رَجَائِي، وَأنتَ أهلٌ أنْ تَغفِرَ لِي وَقَد أخطَأتُ وَأنتَ أهلٌ أنْ تَعفُوَ عَنِّي وَقَد أقرَرتُ وَأنتَ أهلٌ أن تُقِيلَ وَقد عَثرتُ وَأنتَ أهلٌ أنْ تُحسِنَ وَقد أسَأتُ، وَأنتَ أهلُ التَقوَى وَالمغفِرةِ فَوَفّقنِي لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَيسِّرْ لِي اليَسِيرَ وَجَنّبنِي كلَّ عَسيرٍ، اللهُمّ أغنِنِي بِالحَلالِ مِن الحَرامِ، وَبِالطَاعاتِ عَنِ المَعَاصِي، وَبالغِنى عَنِ الفَقرِ، وَبِالجنةِ عَنِ النَارِ، وبِالأبرارِ عَنِ الفُجّارِ، يَا مَنْ لَيسَ كَمِثلِهِ شيء وَهُوَ السَمِيعُ البَصيرُ وَأنتَ عَلى كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ).

دعاء آخر يُقرأ في مقام جبرئيل (عليه السلام) أيضاً:

          (يَا جَوادُ يا كَريمُ، يا قَريبُ غَيرُ بعِيدٍ أسألُكَ بِأنَّكَ أنتَ اللهُ ليسَ كَمِثلِكَ شَيءٌ أن تَعصِمَنِي مَنَ المَهالِكِ وأنْ تُسَلِّمَنِي مِنَ آفاتِ الدُنيا والآخرةِ وَوَعثاءِ السَفرِ وسُوءِ المُنقَلَبِ، وأنْ تَرُدَّنِي سَالِماً إلى وَطنِي بَعدَ حَجٍّ مَقبُولٍ وَسَعيٍ مَشكُورٍ وَعَمَلٍ مُتَقَبَّلٍ، ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن حَرَمِكَ وَحَرَمِ نَبيِّكَ صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ).

 

زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند الوداع والخروج من المدينة المنورة:

          في الكافي والتهذيب بسند صحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا أردتَ أن تخرج من المدينة فاغتسل ثم ائت قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدما تفرغ من حوائجك فودّعه واصنع مثل ما صنعت عند دخولك وقل:

          اللهُمّ لا تَجعَلْهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَةِ قَبرِ نَبيِّكَ فَإنْ تَوَفَّيتَنِي قَبلَ ذَلِكَ فَإنّي أَشهَدُ في مَمَاتِي عَلَى مَا أشهَدُ عَليهِ في حَيَاتِي أنْ لا إلَهَ إلا أنتَ وَأنَّ مُحمّداً عَبدُكَ وَرَسولُكَ).

          وقال الشيخ الكفعمي: تقول في وداع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هكذا:

          (اللهُمّ لا تَجعَلْهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَةِ نَبيِّكَ، فَإنْ تَوَفَّيتَنِي قَبلَ ذَلِكَ فَإنّي أَشهَدُ في مَمَاتِي عَلَى مَا أشهَدُ عَليهِ في حَيَاتِي أنْ لا إلَهَ إلا أنتَ وَأنَّ مُحمّداً عَبدُكَ وَرَسولُكَ، وَأنّكَ قَد اختَرتَ مِن أهلِ بَيتهِ الأَئمةَ الطَاهِرينَ الذينَ أذهَبتَ عَنهمُ الرِجسَ وَطهَّرتَهُم تَطهِيراً فَاحشُرنَا مَعَهُم وَفي زُمرَتِهِم وَتحتَ لِوائِهِم وَلا تُفرّقْ بَينِي وَبَينهُم في الدُنيا وَالآخِرةِ يَا أرحَمَ الرَاحِمينَ).

          ويناسب قراءة هذه الزيارة عند وداعه (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كان الظاهر ورودها لوداع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعيد:

          (السَلامُ عَليكَ يَا رَسُولَ اللهِ، السَلامُ عَليكَ أيُّهَا البَشيرُ النَذِيرُ، السَلامُ عَلَيكَ أيُّهَا السِرَاجُ المُنيرُ، السَلامُ عَلَيكَ أيُّهَا السَفِيرُ بَينَ اللهِ وَبينَ خَلقِهِ، أشهَدُ يَا رَسُولَ اللهِ أنَّكَ كُنتَ نُوراً في الأصلابِ الشَامِخَةِ وَالأرحَامِ المُطَهّرةِ لَم تَنَجِّسكَ الجَاهِليَةُ بَأنجاسِها وَلَمْ تُلبِسكَ مِن مُدلَهِمّاتِ ثِيَابِها، أشهدُ يَا رَسُولَ اللهِ أنّي مُؤمِنٌ بِكَ وَبِالأئمَةِ مِن أهلِ بَيتِكَ مُوقِنٌ بِجَميعِ مَا أتَيتَ بِهِ، رَاضٍ مُؤمنٌ، وَأشهدُ أنَّ الأئمةَ مِن أهلِ بَيتِكَ أعلامُ الهُدى وَالعُروةُ الوُثقَى وَالحُجَّةُ عَلى أهلِ الدُنيا اللهُمّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيَارةِ نَبيّكَ عَليهِ السَلامُ، وَإنْ تَوَفَّيتَنِي فَإنّي أشهَدُ في مَماتِي عَلى مَا أشهدُ عَليهِ في حَياتِي أنَّكَ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَأنَّ مُحمّداً عَبدُك وَرَسُولُكَ وَأنَّ الأئمةَ مِن أهلِ بَيتهِ أولِياؤكَ وَأنصَارُك وَحُجَجُكَ عَلى خَلقِكَ وَخُلفَاؤكَ في عِبادِكَ وَأعلامُكَ في بِلادِكَ وَخُزّانُ عِلمِكَ وَحفَظَةُ سِرِّكَ وَتَرَاجِمةُ وَحيِكَ، اللهُمّ صَلِّ عَلى محمَدٍ وَآلِ محمَدٍ وَبَلِّغْ رُوحَ نَبيّكَ محمّد في سَاعَتِي هَذه وَفي كُلِّ سَاعةٍ تَحيةً مِنّي وَسَلاماً، وَالسَلامُ عَليكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَرَحمةُ اللهِ وَبركاتُهُ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ تَسلِيمِي عَليكَ).

 



([1]) الكافي: ج4، ص 553، الوسائل، ج10، ص 270.

شارك الاستفتاء

في أهمية زيارة المدينة المنورة على مشرفها آلاف التحية والسلام:

          يستحب للحاج استحباباً مؤكداً بعد الفراغ من مناسك الحج وزيارة بيت الله الحرام الإتيان إلى المدينة المنورة التي أظهر الله بها دينه لزيارة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وابنته فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وأئمة البقيع (عليهم السلام) وسائر المشاهد المشرفة.

          فإن زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تمام الحج كما ورد في الأحاديث الكثيرة.

          فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (أتموا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا خرجتم إلى بيت الله الحرام فإن تركه جفاء وبذلك أمرتم، وأتموا بالقبور التي ألزمكم الله حقها وزيارتها).

          وقال الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): (إذا حج أحدكم فليختم بزيارتنا، لأن ذلك من تمام الحج).

          فلا ينبغي المسامحة في التشرف إلى المدينة المنورة وأداء حقها، وعلى الزوار المحترمين أن يغتنموا الفرصة الثمينة من وجودهم في أرض الوحي والرسالة للزيارة والعبادة، لا أن تذهب أوقاتهم بالكسل والبطالة والسياحة وسائر الأعمال التي لا تنفعهم في آخرتهم، بل يصرفوها بالعبادة والزيارة والدعاء وخصوصاً الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد ورد في الأحاديث المستفيضة أن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة، وبحسب بعض الأحاديث تعدل عشرة آلاف صلاة فيما سواها.

          والأفضل لإخواننا المؤمنين والأخوات المؤمنات أن يغتنموا هذه الفرصة من الزمان وشرافة المكان ويجعلوا صلواتهم الواجبة والمندوبة في المسجد النبوي الشريف، وإضافة على ذلك الاشتغال بقضاء الصلوات الفائتة التي على عهدتهم، سواء القطعية منها أو الاحتمالية لتفريغ ذمتهم.

          وعليهم بالدعاء في ذلك المكان المقدس بجوار الروضة المحمدية المباركة لأنفسهم ولوالديهم ولأقربائهم ولإخوانهم المؤمنين، لا سيما لجميع المؤمنين والمسلمين في شتى أقطار الأرض الذين هم في المحنة البلاء والعذاب على أيدي شياطين الإنس وطواغيت الزمان.

          وفي الأحاديث المعتبرة: (مكة حرم الله، والمدينة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحرمة الصيد في المدينة وقطع شجرها ونبتها كحرمة الصيد وقطع الشجر والنبت في حرم الله) وتحمل هذه الأحاديث على الكراهة الشديدة على الأقوى وإن كان الأحوط الاجتناب، وبالنسبة إلى صيد ما بين الحرّتين([1]) لا يترك هذا الاحتياط وخصوصاً بالنسبة إلى الزوار المحترمين الذين هم وردوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم ضيوف عنده.

          وحد الحرم من (عائر) إلى (وعير) وهما جبلان يكتنفان المدينة المنورة من المشرق والمغرب.

 



([1]) الحرتان موضعان تكتنفان بالمدينة أحدهما من المشرق والآخر من المغرب.

شارك الاستفتاء

آداب توديع الحرم المكي:

   يستحب للمسافر إذا أراد الخروج من مكة أن يودّع البيت الحرام ويطوف حوله سبعة أشواط، ويسمّى هذا الطواف بـ(طواف الوداع)، ويستلم الحجر الأسود ويحمد الله ويُثني عليه ويصلّي على محمد وآله.

 

   ويستحب له أن يقول إذا فرغ من طوافه (اللهمّ صلِّ على محمدٍ عبدِكَ ورسُولِك ونَبيِّكَ وأمينِكَ وحبيبِكَ ونَجِيبِكَ وخِيَرَتِكَ من خَلقِكَ، اللهمّ كما بلّغَ رسالاتِكَ وجاهَدَ في سبيلِكَ وصدَعَ بأمرِكَ وأُوذيَ في جنبِك وعبَدَكَ حتى أتاه اليَقينُ، اللهم أقْلِبنِي مُفلِحاً مُنجِحاً مُستَجاباً لي بأفضَلِ ما يَرجِعُ به أحدٌ من وَفدِكَ من المَغفِرةِ والبَركَةِ والرَحمةِ والرِضوانِ والعافِيةِ، اللهمّ إن أمتَّني فاغفِر لي وإن أحيَيتَني فارزُقنِيهُ من قابِلٍ، اللهمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العهدِ من بيتِكَ، اللهمّ إني عبدُكَ وابنُ عبدِك وابنُ أمَتِكَ أدْخَلتَنِي حَرَمَكَ وأَمنَكَ، وقد كان في حُسنِ ظَنِّي بكَ أن تَغفِرَ لي ذُنوبِي فإن كُنتَ قد غَفَرتَ لي ذُنوبي فازْدَد عني رضاً وقرِّبنِي إليكَ زُلفَى وإن كُنتَ لم تَغفِرْ لي فَمِنَ الآنَ فاغفِرْ لي قَبلَ أن تَنأى عَن بيتِكَ دارِي، وهذا أوانُ انصِرافِي، إنْ كُنتَ أذِنتَ لِي غيرَ راغبٍ عَنكَ ولا عن بيتِكَ ولا مُستَبدِلٍ بكَ ولا بهِ. اللهمَّ احفَظنِي من بينِ يَديَّ ومِن خَلفِي وعنْ يَمينِي وعن شِمالِي حَتَّى تُبَلِّغَنِي أهلِي، واكفِنِي مؤونَةَ عِبادِكَ وعيالِي فإنَّكَ وليُّ ذلكَ من خَلقِكَ وِمنِّي).

شارك الاستفتاء

مقامات شريفة في مكة تستحب زيارتها

          هناك أماكن شريفة في مكة المكرمة وما حولها توحي بذكريات دينية عالية لمن يتفقدها:

منها: غار حراء، وهو الغار الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتعبّد فيه قبل إبلاغه بالنبوة ونزول الوحي عليه فيه.

ومنها: المكان الذي دُفِنَ فيه أبو طالب وخديجة أم المؤمنين رضوان الله عليهما في مقبرة الحجون، وفيه قبر عبد المطلب جد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمِّه آمنة بنت وهب - على قول -.

 

ومنها: منزل خديجة أم المؤمنين الذي كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يسكنه معها بعد زواجه منها، وفيه ولدت الصدّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وهو الآن مسجد.

1 2
المجموع: 16 | عرض: 11 - 16

مكتب المرجع الديني

الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله) - ارسل استفتاءك

النجف الاشرف