يبدأ الرسالي بتهذيب نفسه وإصلاحها قبل ان يعمل على تغيير الآخرين ولا يكون من اشد الناس حسرة يوم القيامة وهم اللذين أدخلوا الآخرين الجنة بهدايتهم وأدخلوهم النار لعدم تطبيقهم ما يقولون للناس ...
الصراع بين الخير والشر قديم بدأ مع خلق آدم ثم تجلى في صراع ابنيه وهو نابع من الصراع الأكبر في داخل الإنسان بين جنود الرحمن التي تأتمر بالعقل وجنود الشيطان التي تأتمر بأهواء النفس الأمارة بالسوء ...
اعلم ان الخروج إلى المجتمع قبل تحصيل السيطرة على النفس الامارة بالسوء والاخذ بعنانها وبما يتضمنه هذا الظهور من مزالق كحب الجاه والتعالي على الآخرين والعجب والرياء والكبر والحسد والمكر سيجعل الانسان فريسة سهلة للشيطان وللنفس الامارة ...
لا شك إن التغيير على صعيد النفس والمجتمع يحتاج إلى شجاعة كبيرة خصوصاً إذا اصطدم بموانع اجتماعية وعادات راسخة لذلك كان هذا التغيير هو (الجهاد الأكبر) ...
إن الانسان يستطيع بتركيز الاعمال الصالحة والمواظبة عليها وترسيخ آثارها أن يجعل الصلاح ملكة راسخة عنده فيواظب على الكرم حتى يصبح كريماً وعلى الرحمة حتى يصبح رحيماً وعلى الجود حتى يصبح جواداً وعلى العفو حتى يصبح عفواً ...