الأمر الثاني: الطواف
الأمر الثاني: الطواف
هذا هو الواجب الثاني من واجبات العمرة بعد الإحرام، والطواف هو الدوران حول الكعبة المشرفة سبع مرات، والدورة الواحدة تسمى شوطاً، وتبدأ الدورة من الخط الموازي للحجر الأسود مراعياً أن يكون البيت في جانبه الأيسر، أي أن دورانه يكون عكس حركة عقرب الساعة.
(مسألة – 289) الطواف من أركان عمرة التمتع، كما هو من أركان العمرة المفردة ومن أركان الحج بأنواعه، إلا طواف النساء وإن كان واجباً إلا أنه ليس من أجزاء العمرة والحج. فمن ترك الطواف في عمرة التمتع عمداً وفات وقت تداركه بطلت عمرته، وكذلك في العمرة المفردة وفي أنواع الحج سواء مع العلم بالحكم أو الجهل به أو الجهل بالموضوع، والجاهل في الحج كما تجب عليه الإعادة للحج تجب عليه كفارة بدنة، والأحوط للعالم بالحكم أيضاً أن يكفّر بدنة. وثبوت هذه الكفارة في العمرة من باب الاحتياط.
ووقت فوات الطواف في عمرة التمتع أن لا يدرك مع الإتيان به وبسائر أعمالها الوقوف بعرفات، ووقت فواته في أنواع الحج إتمام شهر ذي الحجة الحرام.
(مسألة – 290) من أبطل عمرة التمتع على أثر التأخير في الطواف فقد قالوا ببطلان إحرامه على أثر عمله هذا وهو غير صحيح، إذ إن إحرامه قد انعقد صحيحاً ولا يتحلل منه إلا بنسك فعليه أن يأتي بعمرة مفردة للإحلال من إحرامه ويعيد الحج في العام القابل، ومضى حكم كفارته في المسائل السابقة.
(مسألة – 291) إذا نسي الطواف فلا تبطل عمرته وحجه ويجب الإتيان به وبصلاته متى تذكره، بل الأحوط وجوباً الإتيان بالسعي أيضاً وإن كان قد أتى به سابقاً. ولو عاد إلى وطنه وأمكنه الرجوع إلى مكة وجب عليه ذلك.
وإذا رجع إلى مكة وقد مضى الشهر الذي أحرم فيه أولاً وجب عليه تجديد الإحرام لدخول مكة. وإن لم يمكنه الرجوع أو كانت عليه مشقة يستنيب من يطمئن به ليطوف ويصلي ركعتيه ويسعى عنه.
ولو جامع أهله بعد التوجه لترك الطواف فكفارته بدنة على الأحوط وجوباً، وكذلك على الأحوط لو جامع أهله قبل التوجه، فإن كان طواف العمرة ينحر البدنة في مكة وإن كان طواف الحج ينحرها في منى.
(مسألة – 292) إذا عجز المحرم عن الطواف بسبب المرض حتى ضاق الوقت، فلو أمكن أن يطاف به بصورة تمسُّ رجلاه الأرض أو يخط الأرض بقدميه فهو المقدم، وإن لم يمكن ذلك يطاف به محمولاً على الكتف أو السرير، وإن لم يمكن ذلك وجب أن يستنيب من يطوف عنه.
(مسألة – 293) رعاية جميع شرائط الطواف وأحكامه في المريض الذي يطاف به واجبة بقدر الإمكان.

